بسم الله الرحمن الرحيم
عندما تجهد نفسك
تشعر بضيق في منطقتي العنق والكتفين وقد تشعر بتقطع في أنفاسك وبدوخة أو فقدان
التوازن. وفضلاً عن ذلك تخور قواك بالكامل خلال النهار، وبالإضافة إلى ذلك تظل
أرقاً طوال الليل.
في هذه المرحلة يعتقد طبيبك أن ثمة مشكلة ما
في القلب. وخلال اختبار المشي على السير يتأكد الطبيب احتمال عدم وصول الدم بصورة
طبيعية إلى القلب. ولكن عندما يقوم الطبيب بإجراء تخطيط للأوعية الدموية عن طريق
حقن مادة صبغية في أكبر شرايين القلب ويلتقط صورة للشرايين بأشعة إكس، لم يتمكن
الطبيب من العثور على أي تجلط أو انسداد في الشرايين.
وهنا يبلغ الطبيب
مريضه: »لم نكتشف وجود أي شيء غير طبيعي، فكل شيء على ما يرام«. ولكن الطبيب أبلغ
مريضه بأنه قد يحتاج إلى مزيد من الفحوصات.
الحقيقة أن الانسداد
والتضيق لا يحدثان فقط في الشرايين التي تضخ الدم إلى القلب، ولا تحدث فقط في
الشرايين الواسعة، ولكن يمكن أن تحدث في أدق الشرايين أيضاً. ومثل هذه الحالة
المرضية يمكن أن تتسبب في مشكلات خطيرة وبشكل خاص بالنسبة للنساء اللواتي يملن أكثر
من الرجال لاحتمال الإصابة بهذه الحالة.
اللغز
افترض
الأطباء في الدوائر الطبية أن مرض الشريان التاجي يحدث بنفس الطريقة عند أي شخص
يصاب به. ويعود السبب لهذه الحالة إلى الإصابة بالتصلب العصيدي، وهي حالة يتراكم
خلالها الكولسترول المشبع بالجير في الشرايين التاجية.
ويؤدي تضاؤل
الدم المتدفق إلى القلب بسبب التصلب العصيدي، الذي يؤدي إلى الذبحة الصدرية وهي
عبارة عن ألم في الصدر وفي الفك والذراع، وهو ألم شبيه بعسر الهضم الذي يحل دائماً
ومعه الإرهاق البدني والنفسي. ويمكن أن يحدث خلال ذلك انسداد جزئي أو كامل للشرايين
مما يؤدي إلى حدوث أزمات قلبية أو موت مفاجئ.
وفي كل الأحوال تظل أمراض
القلب الأكثر تسبباً في الوفاة لدى كل من الرجال والنساء. وبينما بدأت تتراجع نسبة
الوفيات الناجمة عن أمراض القلب بالنسبة للرجال فإن ذاك التراجع بالنسبة للنساء بدا
أكثر بطأ. وفي واقع الأمر فإن نسبة الوفيات السنوية بين النساء باتت الآن أكثر بين
النساء عند المقارنة مع نسبة الوفيات بأمراض القلب بين الرجال. وفضلا عن ذلك، فإن
بعض النساء اللواتي يعانين من أعراض مرض شرايين القلب تبين أن شراينهن نظيفة كما
توضح صور الأشعة.. وبصورة مشابهة فإن الشريان التاجي المغلق الذي يتم فتحه باللجوء
إلى زرع الشبكات أو بعمل قسطرة معرضات للإصابة بذبحات صدرية وفشل عضلة القلب أكثر
من الرجال الذين خضعوا بنفس الطريقة وكانوا يعانون من الحالة ذاتها.
ما
الحل؟
لحسن الحظ بدأ بحث جديد في تسليط الضوء على بعض تلك النواقص أو
المتنقاضات.
لقد أظهرت دراسات مهمة، نشرت في العام الماضي، أن المشكلة،
بالنسبة للكثيرات اللواتي يعانين من اشتباه في الإصابة بأمراض الشرايين، فإن
المشكلة ليست بالضرورة شرايين القلب الأكبر، بل في الأعداد التي لا تحصى من
الشرايين العميقة داخل عضلة القلب. وتتخذ المشكلات الصحية في الشرايين الصغيرة
العميقة شكلين أساسيين:
- التصلب العصيدي، وهو عبارة عن تراكم اللويحات
الجيرية وتضيق الشرايين الأكبر ويمكن أن يحدث ذلك في الشرايين الأصغر.
- الاختلال الوظيفي لبطانة الشرايين: يعني ذلك أن الشرايين الأصغر قد
لا تتمدد بالصورة المناسبة وقد تصبح أصغر عندما يتضاعف طلب القلب للحصول على المزيد
من الدم مع زيادة النشاط أو الانفعالات المجهدة.
وفضلاً عن الأعراض
المسببة للذبحة الصدرية فإن أية واحدة من تلك الأمراض التي تصاب بها الشرايين
الدقيقة والعميقة قد تدفع القلب للقيام بنشاط إضافي مجهد مما يؤدي إلى فشل عضلة
القلب أو إلى زيادة مخاطر تشنج الشريان التاجي وإلى الموت المفاجئ.
أعراض أشد خطورة
من أعراض أمراض الشرايين أو الشرايين
الدقيقة الأكثر انتشاراً، الشعور بالألم بالضغط على الصدر أو الشعور الخفيف بعدم
الارتياح في منطقة الصدر. ولكن قد تكون المؤشرات أو أعراض هذه الحالة المرضية أخف
من حالات الألم الشديد التي قد ترتسم في ذهنك عندما تفكر بأي أزمة قلبية. وقد تتضمن
الأعراض الأمور التالية:
- الشعور بضيق في الرقبة والكتفين أو بعدم
الراحة في تلك المناطق من الجسم.
- انحباس أو قصور في النفس.
- التعرق.
- دوخة أو خلل في التوازن.
- إرهاق
غير عادي.
تشخيص مختلف
عندما تشتبه بوجود مرض في شرايين
القلب، فقد يتم اللجوء إلى تصوير الشرايين التاجية للتأكد من التضيق أو من الانسداد
في الشرايين، ولكن يصعب اكتشاف وجود مشكلات في الشرايين الدقيقة في عضلة القلب.
مخاطر مألوفة
يمكن القول إن المخاطر التي تصيب شرايين
القلب الكبيرة لا تقل عنها المخاطر التي قد تصيب الشرايين الدقيقة. وتتضمن تلك
المخاطر التدخين وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم بصورة غير عادية وارتفاع ضغط الدم
والبدانة والجلوس على المكاتب لفترات طويلة والإجهاد الذهني والاكتئاب.
ولكن من جهة أخرى فإن عوامل الخطورة التفصيلية لأمراض الشرايين الدقيقة
لم يتم فهمها بصورة كاملة. إلا أن ما يمكن أن نجزم به هو أن النساء أكثر عرضة
لمخاطر هذه العوامل وبعض العوامل الأخرى ذات الاتصال بمرض الشرايين الدقيقة في
أعماق القلب. وتشمل تلك العوامل:
- انخفاض مستويات الإستروجين وخاصة
قبل انقطاع الطمث.
- التهابات عامة يمكن أن تعلى لأمراض جهاز المناعة
الذاتي مثل الروماتيزم والرثياني والذئبة التي تشيع بين النساء أكثر من الرجال
السبت 05 أبريل 2008, 12:26 am